الأردن ينفي ما ورد بوثائق “ويكيليكس” حول دعمه لضرب إيران
لم يغب الأردن عما نشره موقع ويكليس من وثائق يوم الاثنين أثارت ضجة عالمية بما كشفته من معلومات وبرقيات اقتربت من ربع مليون برقية دبلوماسية أميركية، والتي سارعت كبريات الصحف العالمية إلى نشر أعداد منها تكشف عن خفايا الاتصالات الدبلوماسية الأميركية وخصوصا بشأن الملف الإيراني ومواقف دول مثل الأردن ودول الخليج في كيفية التعامل معه.
وتشير البرقيات إلى أن مسؤولين في الأردن ودول خليجية أخرى تحدثوا بصراحة عن ضرورة ضرب إيران بأي طريقة حتى عبر القوة.
ومن بين الوثائق التي قام الموقع بالكشف عنها، وسارعت الحكومة الأردنية بنفيها، وثيقة نقلت عن “زيد الرفاعي” (رئيس مجلس الأعيان في حينه) قوله إن الخطر من المشروع الإيراني أكبر من الخطر الذي سينتج عن منعه، وذلك خلال نقاش مع رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد الذي حبذ الخيار العسكري في الحال بدلا من تأجيله.
كما نقلت إحدى الوثائق عن الرفاعي قوله لمسؤول أميركي “اقصفوا إيران أو عيشوا مع قنبلة إيرانية، إن العقوبات والجزرات والحوافز لن يكون لها أهمية”.
وأفادت برقية أن التشبيه الأكثر شيوعا الذي استخدمه المسؤولون الأردنيون عند مناقشة البرنامج النووي الإيراني، هو أن إيران مثل الأخطبوط الذي له مخالب ويحاول الوصول بدهاء إلى ما يريده من خلال ذلك.
وفي برقية دبلوماسية أخرى تعود لعام 2007 أكد رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية “الموساد” مائير داغان أن الأردن ودول الخليج العربي جميعها تخاف إيران، ولكنها تريد أن يقوم شخص آخر بالعمل نيابة عنها”.
وذكرت الوثائق أنه تم الطلب من السفارات الأمريكية في كل من الأردن ومصر والسعودية وسورية جمع معلومات شخصية وأخرى متعلقة بالاتصالات عن مسؤولين كبار بالسلطة الفلسطينية وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حكومة حماس المقالة كذلك عن قيادات شابة فيهما بما في ذلك إمكانية وجود علاقات بين هؤلاء ومنظمات إرهابية.
الحكومة الأردنية تنفي والولايات المتحدة تندد:
فيما سارعت الحكومة الأردنية بنفي ما ورد من وثائق، حيث أكد مصدر حكومي أن ما ورد في الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس حول الأردن يعكس تحليلات مسؤولين أميركيين وقراءاتهم، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الأردنية “بترا”.
وأضاف المصدر أن السياسة الأردنية حول القضايا الإقليمية، التي أشارت إليها قراءات المسؤولين الأميركيين في الوثائق التي نشرها الموقع، واضحة ومعلنة، أكد عليه الملك عبدالله الثاني في لقاءاته مع المسؤولين الأميركيين والدوليين، وفي التصريحات العلنية، كما أكد عليها المسؤولون الحكوميون، الذين يمثلون وحدهم المواقف الرسمية الأردنية. وأشار المصدر إلى أن موقف الأردن الثابت، والذي أكد عليه الملك أكثر من مرة، هو رفض أي عمل عسكري ضد إيران، والتحذير من النتائج الكارثية لمثل هذا العمل على أمن المنطقة واستقرارها.
وقال إن الأردن أكد دائما على ضرورة التعامل مع الملف النووي الإيراني عبر الطرق الدبلوماسية والسلمية، وعلى ضرورة أن تكون منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أنواع أسلحة الدمار الشامل، وأن تلتزم جميع دول المنطقة بالقوانين والمواثيق الدولية ذات الصلة، مشيرا إلى أن الأردن يؤكد دوما ضرورة أن تقوم العلاقات بين الدول على أساس الاحترام المتبادل، وعدم التدخل بالشؤون الداخلية لأي دولة، وأن تسود المنطقة علاقات حسن جوار وفق هذه المبادئ.
وقال المصدر إن السياسة الأردنية ثابتة لا تتغير في اعتبار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أساس الصراع في المنطقة، وأن حله على أساس حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، وفي سياق إقليمي يضمن السلام الشامل، هو مدخل حل جميع القضايا المتوترة في المنطقة، وشرط تحقيق السلام والاستقرار فيها. وأكد أن هذه هي المواقف التي يتحدث بها المسؤولون الأردنيون مع المسؤولين الأميركيين وغيرهم، وان أي إشارة إلى غير ذلك في ما نسب إلى مسؤولين أميركيين يعكس مواقف هؤلاء المسؤولين وتحليلاتهم، أو قراءاتهم المجتزئة لهذه المواقف.
إلى ذلك، نددت الحكومة الأميركية بنشر موقع ويكيليكس وثائق دبلوماسية أميركية تفوق ربع مليون وثيقة أرسلت من السفارات في مختلف أنحاء العالم إلى واشنطن، كما أعلنت خطوات تهدف لمنع أية تسريبات جديدة للمعلومات الحساسة.
وشدد بيان للبيت الأبيض اليوم على أن الرئيس أوباما يدعم الشفافية في العمل الحكومي في الولايات المتحدة وفي العالم أجمع، إلا أنه يرى في نشر المراسلات الدبلوماسية عملا طائشا، يعرض حياة الكثير من الدبلوماسيين وعناصر الاستخبارات للخطر ويهدد جهود تعزيز حقوق الإنسان في العالم.
وتبذل الولايات المتحدة جهودا مكثفة لاحتواء أي آثار سلبية قد تترتب على المستندات السرية التي نشرها موقع ويكيليكس الإلكتروني رغم اعتراض السلطات الأميركية على ذلك.
عمان.. “ترانزيت” قنوات الاتصال
المدون الأردني نسيم الطراونة أوضح في مدونته أنه بالنسبة لفضيحة الكوابل “قنوات الاتصال”، وفقا لتوزيع البيانات في ويكيليكس، فإن عمان تعد واحدة من أهم الأماكن في العالم لها، حيث نشأت في السفارة الأمريكية.
وتحتل الأردن المرتبة الثانية في المنطقة بعد بغداد (الخامسة في العالم )، حيث أن 4132 من الكابلات المرسلة من السفارة الأمريكية في عمان، ووضعت علامة “سري” على 1726 وثيقة، ووضعت علامة “سرية” على 421 وثيقة، فيما وضعت على 2165 علامة “غير سرية”.
ويرى الطراونة أن الحجم الهائل من هذه القنوات الخارجة من عمان، والتي أنشئ أول سرب منها عام 2002، تدل على دور السفارة خلال غزو العراق وما بعده، بحسب الطراونة.
للاطلاع على مدونة نسيم الطراونة باللغة الانجليزية حول ويكيليكس
http://www.black-iris.com/2010/11/29/wikileaks-jordan-and-the-iran-issue/