في القدس أولد من جديد حاملا للنائمين اليائسين بشارة...
أحمل البشارة من فلسطين اسمعوا.. ماذا تقول سواعد وحجارة...
ماذا يقول دم الشهيد لأمة شهدت عيون نيامها أزهارا...
ماذا يقول الطفل مشنوقا على غصن من الزيتون في بيارة...
ما غاب من عينيه إصرار وما خنق الجبان بشنقه أصراره...
حتى الحجارة لا تزل في جيبه تحكي بحسم رأيه وقراره...
ماذا تقول صبية شقوا لها ثوبا فأعطاها الفداء إزاره...
صوت يقول أنا فلسطين انظروا لدمي يشع قداسة وطهارة...
حجر كريم في يدي وكرامة ولكم تركت مقاعد النظارة...
والقدس ساهرة وصوت آذانها غضب سكوت المسلمين أثاره...
أين السرايا ألا تسير لمسجد الله بارك ارضه وجواره...
ومحمد في ليلة مشهودة أسرى الإله إليه وزاره...
أيظل محتلا يئن مكبلا والمسلمون يمينه ويساره...
ماذا يريد الصامتون وما الذي تدعوا إليه إذاعة ثرثاره...
ما كان سلم الخائنين أمنا لكم يا رافعين شعاره...
وأنا أرى أن القضية أصبحت في سوق أنصاف الحلول تجارة...
من يخدع الأجيال؟ لن يخدع الأجيال سلم زائف أو غيم صيف لا ترى أمطاره...
هذا دم الشهداء قد رد الثرى يا من تحاول عامدا إنكاره...
وإذا تكلم في دجى ليل دم شهيد السهاد السامعون نهاره...
هذا الفتى بحجارة من أرضه صنع انتفاضة شعبه الجبارة...
والأرض أرضي وهو غاز غاشم أما الغشيم فمن يريد حواره...
وأنا هنا قررت أن أبقى فلا تحلو الحياة لمن يضيع دياره...
لا لن أحاوره بغير حجارتي في كل حي عشت فيه وحاره...
حجر معي ورصاصة معه ولن أرضى سلام الخائنين وعاره...
ومضى بأحجار الكرامة راسما للنصر في درب الفداء إشارة...
فإذا قضى بطل فيولد غيره متحديا وسيقتفي لآثاره...
لكن إذا ضاع الحمى من أهله ذهبت جميع التضحيات خسارة...