مهداه . . . الى روح الجنوبي محمد نهار المجالي (أحد طلبة جامعة مؤته ) التي وافته المنيه وهو في طريقه الى عمان في رحلة الأدب وقبل ان يطبع كتابه اعلاه (أنت في الزمن الصعب ) .
يقول محمد الى التي علمتني لغة الاشياء
وسقتني حنين الأرض .....
ووسعتني على طريقة الوطن . . . .
التي تخرجني من بين اصابعها
تملأ رأسي بأشيائها الحلوه وا موقفها الصغيره . . .
وتزرعني في الشمس . . . التي تصنع مني رجلاً جديد بحجم صمتها وحنانها وحجم كبريائها
التي من الصعب القبض عليها أو التكهن بها
كان شاعراً وفنان ذا ألوان تمتزج بها خطوط التشكيل فيغيب الحزن حين ويظهر حين آخر فهو من قائمة الشعراء الذين أبدعوا في صياغة الشعر الحديث او شعر التفعيله .حتى فنه التشكيلي فهو ناضج الى حد الابداع , وفي شعره يحدق بعيداً في فضاءات الكون ويرسم بريشة المبدع والانسان , خطوطه تدخلنا في عالم اصحاب البصيره , فكما الشعر والرسم لا ينفصلان حينما تكون بيد مبدع هو كذلك .
يقول محمد
يا سيدتي من اين سنبدأ
والموج تمادى في ثورته
والرمل ينادينا
واليابسه هراء
انه يكتب بتلك الانسانيه المتراميه في حضن الابداع واللغه , يتحفنا بشعر الحب وشعر الزمن الصعب وشعر مفهوم البحر والرمل ذاك التناقض القائم فيما بينهم حيث يعبر عن ذلك
لم نخلص بعد إلى المرفأ
التيار الأحمق يلطمُ خدينا
والشاطئ مزدان في الزمن الصعب . .
أوجل أشرعتي
والموج يناديني للأسفل
وحتى لقراءة التاريخ يمعن محمد الى ابعد مدى بعمق التاريخ فيذكر اطياف التاريخ نبض وقراءة مجد مروراً بشاعر القضيه الذي احس فيه محمد جيداً سميح القاسم الى فرعون قيس بن الملوح كأنه يقراء بين تفاصيل قصائده معانته هو ودلالات حزن التاريخ واسقاطاته المتراكمه حتى القلوب الرقيقه يبحر محمد في شعره يخاطبها فيصف المرأه بكثير من شعره بالوطن والحلم والفرح الذي يخرج من اعماق الارض والماء حيث يقول
أقراء وجهك . . في جدران حنيني في فنجان قهوه
في محفظتي . . كتبي في اقلامي
أقرأُه بصدى الاصوات الحلوه في ذاكرتي
بالدفء القروي الساكن خاصرتي
بالزيتون المتآمر والخضره
في بستان القريه بالسرو برائحة الزعتر والحناء .. أقرأُه
عليك السلام محمد وانت تغادر الى آخر صدر الحياة اليك في سفرك الطويل ورحلة الحياه التي تركتها لنا نصارع الذكرى واللوحات الماثله في مرسمك , لوحاتك التي ما زالت تعانق مؤته وجمر الصدام الأول في عمق التاريخ عليك السلام يا محمد
